الخميس، أغسطس 28، 2008

لقاء حواري مفتوح مع أعضاء منتدى شروق الإعلامي الأدبي




الباحث والكاتب احسان طالب في مقهى التجلي ، ليس للفكر حدود !


عبدالله عطية الزهراني
مؤسس شروق


اغلب الحوارات للزملاء هنا كانت تحمل في مقدمتها سيرة ذاتية للضيف ، من (كيف بدأ )..حتى ماقبل ... و(كيف ينتهي) ؟ ، هنا ..لا !
سأقدم ضيف المقهى ومؤسس شروق الفاعل احسان طالب بطريقتي الخاصة ،
اشعر بإنه مشغول ، في المقابل هناك من يشتاق لبدء الحوار ...
حسنا ،
سأكون ثقيل دم كالعادة وسأقوم هذه المرة بفتح قناة الحوار قبل الحصول على الموافقة الكاملة من الضيف ، هذا اولا اما ثانيا فإنني سأكتب عن
احسان الذي عرفته ، وواثق من ان تقديمي له سيكون اكثر قربا وتقريبا من سيرته الذاتية المرتبة والمصفوفة جيدا .
احسان صديق للكل ،
هو بالنسبة لي بمثابة الاخ الاكبر ،
تعلمت منه الكثير ، ومازلت اتعلم وهو يرتقي .
احسان " شروق " عرفته في بداية الامر كباحث في الشأن الاسلامي ..، اتضح لي بعد ذلك انه اكثر من ذلك بكثير ..فهو قارئ عميق العلاقة بالمكتوب في كل الحقول
وانه صاحب حس صحفي شفاف ..وقنّاص.
أحسان يحب سوريا كثيرا وأمله واحد اهم احلامه هو ان يراها تتقدم على كافة الاصعدة ،
اعترف -انا - بأن عدد من الاعضاء من سوريا كانوا يناهضون في الخفاء توجّه احسان ، والحجة هو انه لايحب النظام او البلاد بقدر مايحبون هم .
والحقيقة التي برزت امامي هي ان احسان اصدق حبا واكثر قربا مما يسمى بالوطن ..المواطن منهم .
احسان لايكتب ليتجاوز ويقال عنه معارض ولايكتب لينحني ويقال عنه " مواطن صالح " بل يكتب يطريقة المكاشفة القائمة على الاعتدال.
لايحب الجدال ولا الحوار الذي لايثمر ولايتواجد ليعارك وليس له اعداء ..
هو يطرح فكره من خلال فكرته ، ويحاور حول ماوجد او طرح.


احسان صديقي ...اعتذر لك ..لقد فتحت الحوار ، عذرا ان استعجلت علما بأنني واثق من انه كان من الواجب علي ان اقول عذرا لأنني تأخرت .
ارحب بك ..وافتح باب شغفي بطرح السؤال ، والاعضاء يحيطون بك ويسألون ..

ايها الرفاق :
فلنشكل حول الضيف دائرة ولنسأل ...



عواطف عبداللطيف

الاستاذ الفاضل احسان

مقهى التجلي منور بوجودكم

من هو احسان طالب ؟

وماذا يتمنى

اي شئ يفرحك

اي شئ يؤلمك

لي عودة تليق بكم

تحياتي



عبدالله عطية الزهراني

الروح ،
" من امر ربي " ،
نفكر كثيرا في ماهية الروح ولانجد الى الجواب سبيلا ..،
وننتهي الى صورة واحدة ، " الا وهي انه لايمكن ان نجد اجابة لــ"..ماهي الروح ؟ ".
فماهي الروح يااحسان ..إقرأها لنا للملّي الأخير في طريق بحثك عن اجابة ، كأي انسان .

العقل ،
يعلّمنا الـــ صحّ ، ويركِبنا الخطأ !
صاحب العقل الذي يعرف الصواب ويسلك النقيض ، كيف نثق بعقله ؟

الفلسفة : رأس حكمة الحكيم ، ووجع رأس جهل الجاهل .
ولكلٍ منا فلسفته ، ونحن مابين جاهل يرتع في نعيم جهله وحكيم يتنزه في رياض حكمته ..
و بين بين ..
يااحسان :
فلسف لنا الفلسفة ..ولا تختصر !


عواطف عبداللطيف

يقول احسان طالب في تعدد الزوجات

التعدد يتعارض مع روح العدل و المساواة و التسامي بالأخلاق النبيلة.
إن قيم العدل و المساواة و الحرية و التراحم و الإنسانية هي التي جعلت الإسلام دينا ً رائعا ً, و القضاء على أي من هذه القيم يؤدي إلى تقويض الدين كله.
إن الدافع الرئيس في إشكالية تعدد الزوجات هو الشهوة الجنسية التي جاءت التعاليم الدينية لتهذيبها و تنظيمها. و هذه الرغبة الملحة في نكاح أعداد كبيرة من النساء يتعارض بشدة مع التعاليم التي توصي بحب الآخر و الزهد في الدنيا و التفرغ للصالح العام.



اين تجد حقوق المرأة في ازدياد هذه الضاهرة؟؟؟
14/4/2005



ناصر العزبي

الصديق العزيز إحسان

جميل هذا الحوار
لأننا نتعرف فيه على الأصدقاء من جميع الزوايا والاتجاهات
وأيضا على توجهاتها
والأجمل أننا نتعرف على بعدها الإنساني


أي في حوار التجلي نستقراء الشخصية التي نحبها

أهلا ب
ك إحســان طالب في هذا الحوار المفتوح



جهينة عدنان

من الاسماء التي لفتت انتباهي خاصة في الحوار حول القضايا الأدبية والإجتماعية والدينية

لبق وراقي جدا في الاتفاق او الاختلاف

اختلافه يقدمه باسلوب مهذب
قد لايتفق معك ولكن يطرح قناعاته المخالفة باسلوب حضاري

القضايا المطروحة
غالبا ما تجد صدى جميل بادارة الأستاذ إحسان المميزة للحوار
أسلوبه عادة مايمنح القضية ثراء وحساسية غنية حتى لو كان الطرح منقول
لباقته غالبا ما تمد من عمر النقاش الموضوعي ...

الأستاذ /إحسان طالب حياك الله .... سعداء بوجودك

وحقيقة اسئلة أخواني واخواتي فيها من الجمال والإثارة مايغري بالمزيد
أرحب بك ... ولي أسئلة تليق بهذا الحضور الدال الفاخر .




حسين الهلالي
احسان طالب المحترم
هو نهجك الذي اختطيته وسرت علية في كتاباتك انك لم تلتفت الى ألآخرين سواء رسميين اوغير رسميين اعداء او اصدقاء لذا اكسبك هذا صفة التوازن ووضوح الشخصية المثقفة
تحياتي لك


عادل الأمين
الاخ الحبيب احسان طالب
تحية طيبة
لدي سؤال محدد
ما الذى يجب ان يتغير فعلا في الشرق الاوسط في نظرك؟؟!!!



إحسان طالب
إشراف عام.

الصديق الوفي عبد الله
أحبتي في شروق
الوجود في ضيافتكم فرحة ومتعة للعقل و النفس
مرآة الأحبة تخرج اجمل وأحلى ما في النفس
سعيد من يلتف حوله الأصدقاء ينثرون علية الورود فيرد بعطر
بكل صدق الوقت يداهمني
إنني ممتن لضياقتكم و أريدها فرصة للتقارب و التعارف
فلتعذروني على التأخير
كل كلمة و كل حرف ينبع من حواركم محل تقدير و اعتزاز ، وسأقف أمام الجميع بمحبة واحترام

كلمة لشروق قبل البدء
لقد أفادتني شروق كما أفدتها ن وتعلمت فيها كما ساهمت في إغناءها
فتحت لي نوافذ وأبواب كان من العسير رؤيتها أو الوقوف عندها
حفزت لدي كوامن وزويا معتمة في خبايا ذاتي وفي مناسبات عدة أعادت لي الأمل بالاخرين
بكل تواضع في شروق مفكرون و بحاثة و كتاب يندر جمعهم في منبر ثقافي واحد
بكل تواضع كثير مما يعرض ويطرح في شروق مهم جدير بالدراسة و البحث




عبد الجواد خفاجى
السيد الأستاذ الكريم
إحسان طالب
لك التحية والتجلة
أرى أن تقديم الأستاذ : عبدالله عطية الزهراني لك لم يتضمن أكثر من : إحسان صديقي ، إحسان كاتب ، إحسان يكتب ، إحسان يحب سوريا.
ولأن مثل هذا التقديم غير كافٍ لفتح أي مجال للأسئلة أكثر مما قد نسأله من أسئلة مباشرة قد تتعلق بأحب الأكلات إليك ، وهوايتك المفضلة ، ولون رابطات العننق المفضلة .
أستاذ إحسان ، هل لك أن تقدم لنا نفسك بشكل يؤهلنا لتوجيه أسئلة جوهرية.
إنني بحاجة لأن أعرف عن إحسان طالب :
ـ في نوع الكتابة التى تمارسها ، فكرية ، أدبية ، فلسفية ... إلخ ؟
ـ ما الفلسفة المؤطرة لكتاباتك ؟
ـ هل لك إصدارات ، ما عناوينها ، وجهات نشرها ، وتواريخ نشرها ؟
ـ ما أنت مهموم به في كتاباتك من قضايا تسعي إلى طرحها من خلال الكتابة ؟
ـ الكتابة مسئولية، هل تؤمن أنها بالفعل مسئولية .. إلى أي مدي أنت مسئول عندما تمارس الكتابة ، وإلام تهدف هذه المسئولية ؟
ـ رؤيتك للقاريء المفترض لكتاباتك ، وهل ترى أن القاريء العربي على مستوى مسئولية الكتابة؟ كيف ؟
بعد إجابة حضرتكم عن هذه الأسئلة المبدئية يمكنني أن أوجه لك أسئلتى المفترضة ؟



عبدالله عطية الزهراني
استاذي العزيز عبدالجواد ،
تحية وتقدير واعتزاز.
محظوظ انا ! ـ اذ انني حين اخطأت ..اصطدتك !
نافذتك هذه ، فتحت مجالا اكبر للضوء.
شكرا لضوئك.

من هنا تعرف كل شيء تقريبا عن " صديقي احسان ـ الكاتب الذي يكتب - الذي يحب سوريا " ...واضف .. : والذي لديه ربطة عنق جميلة !
http://www.shrooq2.com/vb/search.php?searchid=14358



صبيحة شبر
إشراف عام

العزيز احسان
مرحبا بك في مقهى التجلي
اعرف احسان كاتبا متعدد الاهتمامات ، شعر وقصة وبحث ديني ، وحقوق انسان
ونقد ، كيف تأتى لك ان تجمع كل هذه الاهتمامات ؟
اي منها له الصدارة في قائمتك ؟
متى كانت البداية ؟ ومن وقف بجانبك مشجعا ؟
قد اعود لطرح أسئلتي ثانية



جعفر يايوش طه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أتوجه بالتحية الخالصة الخاصة للأستاذ إحسان طالب، الذي دوما أجد فيما يكتب حسن المسلك طالبا للحقيقة والإنصاف دوما، وبكل هدوء ونفس طويل عميق، يحتوي كل الآراء المتناظرة والمتضادة والمتفقة والمؤتلفة، أرجو أن تواصل في دربك ومنهجك؛ فنحن في حاجة إلى تكثيف هذا التوجه الفكري الرصين على كافة الأصعدة، وبالمقابل أتوجه إليك باستفسار حول المواضيع الفكرية الإسلامية، مارأيك لو نركز فيها على المواضيع التي تطرح أن تكون على شكل ملفات شهرية ويشترك فيها أكثر من شخص بحكم تخصصاتهم وثقافتهم، وأن تكون من المواضيع الحيوية الراهنة؛ فهناك نقاش لابد أن يوجه إلى الداخل، وهناك نقاش لابد أن يفتح مع الآخر ؟
ما رأيك ؟
أدام الله طلتك علينا في شروق دوما ...
تحية أخوكم الشروقي : جعفر . ي




سوسن سيف
الى الاستاذ والمفكر والاديب والاخ احسان طالب
تحيتي لك
انا لن أوجه لك اي أسئلة وانما سأقف هنا وأستمع أراك وأرى ضفاف نهر وأشعر اننا سنرتوي من هذا النهر ..ر فكلنا عطاشى وانها لفرصة رائعة منحتها لنا شروق شروق هذا المكان الظليل الذي لا ينسى
سوسن سيف

فاطمة غولي
أستاذ إحسان طالب سأتابع اللقاء عن كثب ..

تحية .



سولا عبد الحميد
الاستاذ العزيز احسان طالب
تحية واحترام

الصحافة مهنة البحث عن المتاعب
أرى أنك تهرب من المتاعب الى اثراء الروح
بالشعر الرومانسى الهادىء

وهذا بحق جانب أدهشنى فى كتاباتك
أرجو القاء الضوء على هذا الجانب الانسانى
وكذلك الواقع المادى وما أكثر متاعبه "الصحافة "

على المستوى الشخصى وماتعرضت له من مواقف غير مألوفة
أثناء أداء مهامك الصحفية

مع الشكر


خالد ابراهيم
الأخ الرائع إحسان
أراك صاحب قضية وهدف
وهكذا يكون الإنسان
وليس كذبا أن تشعر بجمال الروح رغم المسافات الشاسعة وعلى الرغم من اننا على الهم الواحد كثيرا ما نلتقى
مودتى
خالد ابراهيم




إحسان طالب
الأستاذة العزيزة عواطف
أرحب بوجودك والأخوة عنوان أحرفك .

( مقهى التجلي منور بوجودكم

من هو احسان طالب ؟

وماذا يتمنى

اي شئ يفرحك

اي شئ يؤلمك

لي عودة تليق بكم)

أنا إنسان عربي سوري تجاوزت العقد الخامس من عمري ولدت و تررعت في أحياء دمشق القديمة محبوبتي الأولى فتنني فيها نزار و الجامع الأموي ومقام السيدة زينب وأسرني حي باب توما بأهلة و كنائسه
تربيت في عائلة متعددة المشارب و المذاهب الثقافية و الفكرية بدأ من والدي الذي سافر سيرا على الأقدام في بدايات القرن الماضي من دمشق إلى القاهرة ليحظى بالتعليم الأزهري و عاد إلى مدينتة ليناهض الإستبداد تحت راية المشايخ و العلماء حتى صار واحدا منهم .
إلى أخوتي - ونحن بالمناسبة ستة شباب و ثلاث بنات - المفتونين في ستيتيات القرن الماضي بعبد الناصر و ماركس
على الدوام سلكت طريقا مختلفا لم أركن إلى التقليد أو الاتباع وجنحت دوما نحو الاجتهاد و البحث فكانت السلفية بمفهومها التجديدي نقطة الجذب في البداية كونها لاترضى بالتقليد و تبحث عن الحجة و الدليل , لازمت أهم مشايخ السلفية في دمشق - الشيخ ناصر الألباني - وتعلمت منه الوفير الكثير ومازال فضله علي إلى اليوم
ناهضت العنف و التغير بالقوة ولم أستسيغ الدعوة الأخوانية في شبابي رغم إلتهامي لكتب سيد قطب و محمد قطب و المودودي
كان شعاري في العشرينيات من عمري : لا شيء غير قابل للنقاش سوى حقيقة الذات الإلهية و التوحيد كمبتدأ فلسفي للكون
تركت كلية الحقوق في دمشق و التحقت بأخي في دولة قطر و اشتغلت تحت إدارته في مجلة ديارنا و العالم لمدة ربت على الأعوام الثمانية كتبت خلالها كتابا حول نظرية الإقتصاد الإسلامي نشر على حلقات في المجلة
كما نشرت بعض الدراسات الفكرية في مجلة الأمة القطرية و كانت من أهم المجلات العربية المتخصصة
انجزت دراسة مهمة في كتاب الأموال لأبي عبيد نشرت في مجلة الفيصل السعودية
في بداية التسعينيات عدت إلى دمشق : - وهنا العقبة الكأداء
الكتابة و النشر في بلدي له شروط خاصة جدا متسقة مع التصور العام للدولة و السلطة الشمولية
استمريت في الكتابة و التأليف و البحث و بعد جهد جهيد حصلت على أول موافقة لنشر أول كتبي و هو التشدد الديني و الإسلام السياسي و سينشر قريبا
لم توافق وزارة الإعلام السورية على نشر أول ديوان قدمته و ساكرر المحاولة
نشرت مئات الأبحاث و الدراسات ألكترونيا و كان لشروق نصيب وافر منها
اتابع أبحاثي و أنا بصدد انجاز كتاب عن الليبرالية العربية
متزوج و لدي ولدان في الجامعة
فتنت بالشعر منذ تعومة أظافري و أغرمت بامرؤ القيس
ودرست المعلقات و شروحهاوهمت بديوان أبي النواس و أذهلى ديوان الفرزدق
نشط سياسيا و مدنيا تحت سقف القانون و الدستور و خارج منظومة السلطة عضو فاعل في أهم التجمعات السياسية الوطنية السورية
أخشى كثيرا من الأمنيات ولا أجد الشجاعة لذكر أمنياتي
أحب أسرتي ووطني و مدينتي
يفرحني انتصار الحرية و انتشار الحق أمقت الظلم و التمييز و العنصرية
يؤلمني سيادة التخلف و الجهل و التعصب


الروح ،
" من امر ربي " ،
نفكر كثيرا في ماهية الروح ولانجد الى الجواب سبيلا ..،
وننتهي الى صورة واحدة ، " الا وهي انه لايمكن ان نجد اجابة لــ"..ماهي الروح ؟ ".
فماهي الروح يااحسان ..إقرأها لنا للملّي الأخير في طريق بحثك عن اجابة ، كأي انسان .
الغالي عبد الله
بداية أسئلتك الجميلة تطرح عنوانا عريضا لمسألة ومفهوم إشكالي يتموضع في عالم الميتافيزيقيا وتحديدا أكثر قربا في دائرة الميتافزياء
تاخذ كلمة الروح بعدا شفافا يتجلى بالعظمة و الغموض شديد الصلة بالخلود مطلب الإنسان منذ أدرك ذاته ووجوده وأدمن غياب الأحباب و الأتراب ،ذلك الشعور الضاغط بالفقد شدد البحث عن البقاء و الإستمرار ولما كان الفقد و الغياب حقيقة كان لزاما مواجهته بحقيقة أخرى فكانت الروح التي لا تموت و تجول في عالم الأحياء لاتفارق الأحباب .
العجز عن تحقيق العدل و انتصار الأشرار في عديد الحالات كان مؤشر ذهنيا للبحث عن استمرار أو ترك مجال ينال فية الظالم و المحسن على حد سواء نتيجة عمله ، ولما كان الجسد فان ، بقيت الروح لتحقق العدالة ، فهي محل التعذيب أو التنعيم جزاء و مكافأة عن الخير أو الشر .
الرغبة في الخلود و الحاجة للعدل و التخفيف من وطأة الفقد و الغياب فرض و جود الروح وأفرغ لها فضاءا واسعا في عالم الإنسان حيا و ميتا .
العلم الطبيعي ابتعد عن الروح و اكتفى بالبحث ضمن دائرة الحياة و الحفاظ عليها سليمة و طويلة و قوية إلى أبعد حد ممكن و ترك الروح و نشأتها و ماهيتها و مألها للفلسفة و معارفها ، فهو لم ينكر وجودها إلا أنه لم يثبنها ووقف عند حدود بداية الحياة بالروح و نهايتها بمغادرة الجسد .
الأديان عموما التوحيدية الوثنية أولت الروح أهتماما خاصا و في الديانات السماوية كان لها شأن عظيم بالغ الخطورة لارتباطها بالله مباشرة فهو موجدها و مانحها و لديه و حده القرار و في وهبها و سحبها ولما كانت الروح من أمر الله خلدت شريرة كانت أم خيرة ، أي ارتبطت بصفة من صفات الله و هي البقاء
الإشكال الفلسفي للروح اثباتها بعيدا عن الخالق و مالك الملك ،و اهتم علماء المسلمين ببحث الروح و أفردوا لها كتبا لم تستطع تفسير ماهيتها أو حقيقتها ،ودارت العلة حولها و حول موجدها .أهم الكنب هو كتاب أبن القيم الروح .
تبقى الروح حقيقة غيبية خارجة عن القوانين و العلوم الطبيعية لم يتمكن الإنسان من معرفة أو تحديد ماهيتها بعيدا عن الدين .
ترتبط الروح بالحلم وتغادر الجسد - افتراضيا لتلتقي بمن تريد في عالم الغيب ويختلط مفهومها بالنفس فتارة تكونان شيئا واحدا و تارة تفترقان ، فالنفس تذوق الموت و الروح تصعد لبارئها لتكرم أو تعذب
أخيرا الروح هي انطباع الأخرين عن الشخصية وحكمهم عن تصرفات صاحبها و مواقفة



ابراهيم الوراق
مشرف الدراسات الاسلامية

الأخ إحسان،
بوركت،
أخي إحسان لمست من خلال بعض الخطفات التي تكتبها في شروق منهجا تحرريا في فهم الدين، ألا ترى معي أن التجربة الإسلامية قد فشلت منذ قرون - أظن انك تعرف منذ متى فشلت - ولكننا ما زلنا بعقلية طوباوية، ولغة خطابية نقول ... قد كنت وكنت، فهل ترى أن المساحيق التي توضع يمكن لها أن تشاكس الجمال الذي نراه هنا وهناك...؟؟؟
وإذا كان الجمال محبوبا في وجه ما، فلم التهويل على من يملك الجمال...؟؟؟ هل نريد أن نقول له نحن لسنا بأعين تبصر الحقائق...؟؟؟ أم نقول له أنت ونحن في بعد وتناء، فلا مجال للمشاركة والتنوع...؟؟؟
أسئلة كثيرة سأفتحها معك حتى نرى من الأشياء وجهها الآخر الذي تخفيه آليات المكر والدسيسة التي استعملت في مراحل التاريخ الاسلامي...!!!

لك الود، ومرحبا بك،
وأتمنى أن نستمتع بأحاديثك...

صديقك ابراهيم الوراق.



إحسان طالب


الأحبة الأعزاء جميعا
سأرد على كل الأسئلة تباعا حسب ورودها

مدة الحوار شهر من اليوم
هل هي مدة طويلة أم مناسبة
الواقع أن الزملاء الأعزاء لديهم الكثير ولا أريد أن تكون اجاباتي مرتجلة لذلك حددت مدة شهر
الغالي عبد الله :
(العقل ،
يعلّمنا الـــ صحّ ، ويركِبنا الخطأ !
صاحب العقل الذي يعرف الصواب ويسلك النقيض ، كيف نثق بعقله ؟)

يعتمد الإنسان في مواجهتة مع الموجود وماوراءه على عقلة ليحصن ذاته من الخطر الخارجي وليبني كيانه الفكري والنفسي الداخلي
مسألة الخطأ و الصواب نسبية وما فهمته هنا ليس محدود الخطأو الصواب بل التناقض بين القناعات و القيم من جهة مع السلوكيات و الأعمال من جهة أخرى ،
الانسان العاقل هو الجرم - النجم المركزي - المعول عليه قيام الحضارة ويناء الكون و المحافظة عليه لذلك إقترن التكليف الديني بالإنسان العاقل
مسألة الالتزام اخلاقية قبل أن تكون عقلية ، فالعاقل يدرك الحقائق ويفهم القيم المجردة لكنه لطبعه البشري يخالفها وبل يذهب بعيدا في تحطيمها و تخريبها لبلوغ منافع شخصية وشهوات آنية
الحقيقة و الحكمة هي في مواجهة العقل فهو منتجها باستخدامه لأدوات المعرفة و العلوم فمن حاز عل الحكمة امتلك ميزان الحكم على الخطأ و الصواب وطالما كان الفرد متسلحا بالصبر و المثابرة على التعلم و البحث يكتسب حكمة أوسع وأحدث وتاليا قدرة أكبر.
أدرك المسلمون قيمة العقل مبكرا - واصل بن عطاء 80 --131هج- فجعل المعتزلة العقل في مكانة فوق النص أي الحكم النهائي للعقل فما وافق العقل قبل و ما خالفه آول فيفسر النص أو يحرف ليتوافق معه تاريخا ما زالت تلك الدعوة قائمة و متجددة لكن لم يقبل عامة الفقهاء ذلك الموقف و عبر عن خلافه ابن تيمية بوضوح فاعتبر المعقول هو ما وافق صحيح المنقول و ليس العكس.
يمكن للعاقل ادراك الحقائق و الحكمة بالنظر الفلسفي أما بالمفهوم الديني هو قاصر ومحدود لذلك يحتاج للوحي خلافا للفلسفة الحديثة التي ترى حدود العقل مفتوحة و ادراكه لانهائي و علومه و معارفه تراكمية تزادد قدرة و كفاءة يوما بعد يوم ليصل إلى الكمال الذي يحصره الدين بالله .الفكرة الرئيسة هنا تشابه تطور الكون مع الانسان الذي يمثل بل ويعكس في خلقه و جاتب من صفاته صورة المطلق لذلك بات قادرا يرتقي يوما بعد يوم ، لكن الحكم الأخلاقي على أفعاله أي تقويم أفعاله متغير بيانيا و متناقض تاريخيا .
الخطأ و الصواب مقترنان حسب التصور الديني للكون و الحياة بالحلال و الحرام و ما بينهما لكنهما قيمتان اجتماعيتان بالمفهوم المدني للحياة، فالمنتج الانساني من قوانين و دساتير و قيم مجتمعية هي ميزان الأخلاق وتاليا الصوب و الخطأ .
الحقيقة متغيره بما أنها منتج العقل و الثقة بصاحب العقل غير مطلقة بل جزئية و مقطعة - اذا جاز التعبير - أي تثق ببعض وتختلف مع بعض
الثقة بالذات و امكانات العقل الذاتي تملك صاحبها ملكة الحكم و التقدير




فيصل الخليفي
بسم اللة الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

الشموخ , الكبرياء , الشهامة

استاذنا ومعلمنا احسان طالب

وقف القلم خجلآ امامك كهامة عربية

كرجل همام .ماذا اقول عنك بعد

الاخ الاكبر كما قالها الاستاذ عبداللة

كلآ يحمل في جعبتة الكثير من الاسئلة

وباعتبارك الاخ الاكبر الذي يستشار

كلنا كشباب عرب وشابات عربيات اينما كنا في العالم الفسيح
نحلم, نطمع, نأمل بمستقبل زاهر لاوطاننا .. لكن هذا لا يكفي .

ماذا قدمنا لاوطاننا ؟

كعضو شروقي صغير وشاب بدأت اخطوا خطواتي الاولى واضع تجربتي امامك وهي:

كأول مؤسس لاول منظمة يمنية مناهضة للفساد في اليمن ؟
www.nscoyemen.com

رفض منح ترخيص للمنظمة لمزاولة عملها من قبل الوزارة المعنية لم اتوقف انتزعت حقوقي الدستورية بحكم قضائي
http://www.nabanews.net/news/8814

كان الطريق شاق ولازال من التهديد والوعيد وحوادث سير هنا وهناك كل ذلك يهون من اجل الامة .
كان فكري بمناهضة الفساد في الاتي
http://www.nabanews.net/news/8186

بدأت باعمال وجدتها ملحة في خدمة المجتمع بما فيها الشباب واستخرجت اوامر رئاسية بتخفيض الانترنت باليمن باعتبارة اغلى انترنت بالعالم كخطوة اولى من اجل توعية المجتمع لان المجتمع الواعي يكافح الفساد
http://www.nabanews.net/news/10918

والكثير من الاعمال التي صارعنا رؤؤس الفساد وحققت نتائج طيبة لدرجة تفاعل القيادة السياسية مع كل خطواتنا ...كان اخرها استرجاع اكثر من اثنين واربعين مليون ريال ايردات تاخذ سنويآ واسترجعناها لصالح المحافظة مقر المنظمة.
والكثير من القضايا التي لم ننشرها بعد الا حين الانتهاء من تصميم موقع المنظمة.

مهما يكن من صعوبة الا اننا لازلنا نتفائل ان (أي امرىء يخدم امتة تخدمة)

اهم ما يورقني ويوقض مضجعي ماهو بالرابط التالي
http://www.nabanews.net/news/8934
وما حملة التعليق رقم 13465) من هذا الرابط على عاتقي كامانة للامة

ماهو رأي الاخ الاكبر بتجربتي المتواضعة ؟
الا انني لازلت الوم نفسي انني مقصر جدآ تجاة امي اليمن ؟




إحسان طالب

(الفلسفة : رأس حكمة الحكيم ، ووجع رأس جهل الجاهل .
ولكلٍ منا فلسفته ، ونحن مابين جاهل يرتع في نعيم جهله وحكيم يتنزه في رياض احكمته ..
و بين بين ..
يااحسان :
فلسف لنا الفلسفة ..ولا تختصر !)
الغالي عبد الله
لفلسفة بين التعريف و المفهوم:


لفلسفة فضاء بلا حدود وطريق بلا قيود تمخر عبابه سفينة العقل مستمدة طاقتها من الحكمة,إنها الحقيقة بوسع الكون تدور بدون توقف ومع كل دورة تتوالد أجنة يتلقفها العقل لتنشأ و تترعرع في أحضانه و بين جنباته . يعرفها الفارابي 185_252 هح على الشكل التالي : العلم بالموجودات بما هي موجودة وفروعها إلى حكمة إلهية و طبيعي ومنطقية ورياضية
أما الشيخ الرئيس ابن سينا 370 -427 هج
فيعرفها : بأنها استكمال النفس البشرية بمعرفة حقائق الموجودات على ما هي عليه على قدر طاقة البشرية .أ-هـ
إنها بحث حر لكائن _ مع صرف النظر مبدئيا عن تفنيد فوكو لحرية البحث الفلسفي كونه أي الباحث مراقب من الداخل بإمكان فلسفي و من الخارج بأشكال و أنواع السلطة - في وجود وماهية وحقيقة كل شيء وعلاقة الأشياء المتداخلة ,بحث في الحكمة من وجود الشيء وفي داخله ، لذلك كانت سلاح الإنسان قبالة الجهل تمده بالمعرفة و الإدراك معتمدة على العقل أداة و طريقة معيدة له الثقة بذاته و قدرته على الوصول إلى الحقيقة بدون الحاجة إلى معين خارجي.
الفلسفة العربية:
مبتدأها عند الكندي 185 -252 وهو الفيلسوف الوحيد العربي الأصل من بين الفلاسفة المسلمين القدماء وواجه إشكالية اللغة حيث لم تكن العربية لغة الفلسفة فوضع مصطلحات خاصة وجديدة ولعلة مؤسس علم السمياء العربي - في إشارة لكتابة رسالة في حدود الأشياء و رسومها
نمت و تطورت الفلسفة العربية عند المعلم الثاني الفارابي الذي استوعب علوم اليونان و قرأ ترجماتهم وهو أول من درس علوم الدين و التصوف كنظرية فلسفية إلى جانب دراسته للمنطق والاعتماد على قوة العقل والبرهان وللفارابي أهمية كبرى – وجهة نظر شخصية –
كونه مؤسس وباني نظرية فلسفة الشريعة وأول من تكلم في علم الساسة في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة
أخذت النظرية الفلسفية الإسلامية رونقها و أصالتها مع ابن سينا الذي تحدث في البراهين الطبيعية و النفسية على و جود النفس وخلودها وطبيعتها ، وجمد الفكر الفلسفي بعد الفارابي بل حورب و هوجم من بعدةه على يد الغزالي بكتابه تهافت الفلاسفة ولم يستمر الحال على ما هو علية بمجيء ابن رشد 520 - 595

الفلسفة الحديثة : الفينومنولوجيا
هوسرل أدموند 1859--1938
مارتن هيدغر 1889--1976
إنها محصلة تحليل و جمع بين مدارس ونظريات فلسفية جديدة وسابقة تاريخيا مكونة مناهج وأساليب في التحليل الوصفي للماهيات المجردة التي لا يمكن بلوغها إلا بواسطة ملكة الخيال التي تستوجب وجود عناصر حسية بشكل دائم ، تعتمد الظاهرة كنقطة انطلاق في مسيرة العقل الإنساني " ترصد جدلية الوعي في حركتها المتنامية من الإدراك الحسي إلى المعرفة العلمية" مكونة منهجا ظاهرياتيا تأويليا يحتوي انساق مفاهيمية تصف الأشياء كما تبدو لنا وليس كما هي بذاتها و القصد هو أن كل وعي هو وعي بشي ما .
الفلسفة الحديثة ترتكز على المنهج الفينومنولوجي القائم على المنطق و التحليل المفاهمي فتعيد قراءة نظرية المعرفة وعلم الأخلاق وطبيعة اللغة و طبيعة العقل
" إن الفلسفة دهشة ووعي بالجهل غاية ممارستها المعرفة من أجل المعرفة "
فتح باب السؤال مشرعا لسلسة من الأسئلة المترابطة ،فتح باب الشك للوصول إلى اليقين، فتح باب القيم وتقيم الأعراف ،الخوض في طبيعة الفضاء و الوقت ،في طبيعة الشخص والإنسان ،جدل القيم بين النسبية والمطلق ،أين تكمن الحقيقة وماهية الجمال وما هو الفن ، ما معنى أن تكون جميلا وكيف يختلف مفهوم الجمال مع الزمن ، إنها غوص في الجمال و الوجود في العدل و الممكن ، إنتاج للحكمة وحب للحكمة ، هي المعرفة وطريق المعرفة والعلوم فروع للتحقيق الفلسفي .
الدهشة انفعال وهزة و جدانية عنيفة و شديدة تتجلى ذهولا أمام خارق للعادة غير مألوف ،تتولد من نقيضين الجهل بما أنه غياب للمعارف النظرية وفراغ للعلوم التطبيقية والاندهاش كونه اعتراف بالجهل وردة فعل واعية على الشعور بالجهل فتتولد الرغبة بالمعرفة متجاهلة الشهوة للحاجة أو المنفعة
العقل كمفهوم مجرد هو الحقيقة المطلقة وكل ما سواه نسبي وعلم المنطق هم العلم الذي يقوم العقل ويبين الحق و يبصر الخطأ وهو آلة العلوم أي منهاجها (الفارابي ) ،وبمنطق رياضي لا تتعارض هذه الفكرة الفسلفية مع الإيمان ،كونه الوسيلة و الأداة للتعرف على مرادات الإيمان وبدونه لا يصبح الإيمان حقيقة ذاتية .العقل في الفلسفة الإسلامية محدود بالطاقة و الإمكان لذلك لا يدرك حقيقة وماهية الله ،و الفلسفة هي بالقوة الفضائل كلها جديرة بوسائلها الخاصة أن تظهر بالفعل ليبلغ الإنسان الجاد في طلبها إلى جميع الفضائل وحكمة الحكم وصناعة الصناعات فمملكة الحكمة العظمى هي الفلسفة ومقتني الحكمة العظمى هو الفيلسوف ( الفارابي )
هذا الجمع بين الحد الأقصى للمنهج الفلسفي مع الإبقاء على التصور الفارابي هو مفهومي وتعريفي الخاص للفلسفة

( أين تجد حقوق المرأة في ازدياد هذه الضاهرة؟؟؟)
الأستاذة العزيزة عواطف
حقوق المرأة قضية ثقافية فكرية قبل تحولها لمسألة اجتماعية لذلك بات من اليسير التعرف على حال حقوق المرأة بالنظر إلى المنظومة الفكرية و الثقافية التي تحكم المجتمعات عموما .وفي عالمنا العربي و الإسلامي مازالت المسألة أقرب ماتكون إلى البحث في مستوى الكماليات و الرفاهية من و جهة نظر متفائلة في حين يذهب البعض نحو صورة أكثر ظلمة و تخلفا فيرون حال المرأة منغمس في أحكام أيديولوجية ولدتها ثقافة سلفية تأبى الاصلاح و تخشى التجديد
أن ازياد ظاهرة تعدد الزوجات مع ما تأكده الاحصاءات الرسمية الرقمية في مصر و سوريا كنماذج _حيث تأكد أن التعدد لا يحل مسألة العنوسة بل يقاقمها استادا إلى ازدياد العنوسة بين الشباب و الفتيات مع العلم بزيادة طفيفة لعدد الذكور على عدد النساء _
يفيد بصورة ما إلى تراجع ثقافة حقوق المرأة و ضيق نطاق انتشارها في المجتمعات العربية و خاصة الريفيية منها و التي تشكل النسبة الأكبر من التقسيمات الديمغرافية العربية .
في سوريا هناك جزء من حقوق المرأة لا يمكن التراجع عنه مهما ارتفعت نسب التشدد و التعصب الديني ،ذلك لأن الظاهرة الاجتماعية في تمكين المرأة من العمل باتت مسيطرة على المجتمعات السورية - حتى في الأرياف - فكان من الصعب تراجع حقوق المرأة في هذا الإتجاة
في الجهة المقابلة نلحظ ارتفاع أرقام جرائم الشرف وهذا مؤشر لدنو مكانة المرأة جزئيا في طبقات اجتماعية ترى حياة الانسان دون مسألة الشرف ،وهذا بحد ذاته مؤشر فعال لتراجع ثقافة حقوق النساء و مساواتهن الكاملة قانونيا و اجتماعيا و سياسيا



جهينة عدنان
من الكتب الجميلة والممتعة التي قراتها في مجال النقد كتاب رولان بارت" لذة النص"
أشار بارت في كتابه الى نوعان من القراءة للنصوص الأدبية :

قراءة تغلق النص وتحارب المجاز وتمجد الوضوح وتعتقل القارئ وتقف بالنص
عند زمن معين،
وقراءة تفتح النص وتجعله على الدوام مستقبليا محايثا ..
وبين هاتين القرائتين تقع مسألة الحداثة ..

أرجو أجد تفسير لهذه النقطة من وجهة نظرك ،

وكيف تكون السلطة أي كان نوعها حارسا على عملية الكتابة وقراءة الأدب ؟

أين تمتحن وجود اللذةفي عمل أدبي ؟ وأرجو تعطيني إسم عمل أدبي من نوعية تلك النصوص "المغناجة "التي تحدث عنها رولان بارت في كتابه ،

وصف لي أستاذ إحسان كيف يتجرد الناقد من جسده ويرتدي نصا تكتمل فيه كل تفاصيل الجسد ؟

وماهو نص اللذة باختصار ..وما الفرق بينه وبين نص المتعة ؟ وماعلاقة كل منهما بثقافة الكاتب وتكوينه المعرفي ؟



تحية وتقدير

فتوى زواج الرضيعة تعيد الجدل من جديد

إحسان طالب
2008 / 7 / 17


الفتوى حل أم مشكلة ؟
فيما سبق أفتى الخميني بصحة العقد على بنت الثلاث سنوات و أباح مفاخذتها
ومنذ بضعة شهور تم تطليق فتاة يمنية زوجت في سن الثامنة من عمرها
وفي السعودية حملة لمنع تزويج الصغيرات لانتشار تلك الظاهرة
وفي سوريا جدل حول زواج الفتاة قبل السابعة عشرة من عمرها ومحاولة لمنع تطبيق أو تغير القوانين المبيحة لذلك .
أمام ذلك السيل العارم من الفتاوى كإرضاع الكبير وزواج بنت السنة ومفاخذة بنت الثلاث والأنواع التي لا تنتهي من أشكال الزواج الشرعي كـ المسيار والمتعة والمصياف والمؤانسة يزداد الجدل حول دور الفتوى ومكانتها ومسؤولية المفتي وتعارض الفتوى كقيمة شرعية فقهية لها اعتبارها ومكانتها العلمية و الشرعية من جهة مع مدنية المجتمع و التطور في فصل السلطات وتعدد التخصصات من جهة أخرى . أثارت فتوى أصدرها المفتي الرسمي لمدينة جدة السعودية أحمد المعبي يجواز العقد على فتاة بعمر العام على أن يدخل بها في سن التاسعة جدلا واسعا ونقاشا محتدما بين مؤيد معارض و أخرين سعوا لعلاج المشكلة من جذورها وهل الأزمة في مرجعية الفتوى أو في دورها وقيمتها . وبرر المفتى فتواه بقولة :لنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم قدوة وأسوة حسنة حيث عقد على عائشة عندما كانت تبلغ السادسة من العمر ثمّ دخل بها عندما كانت في التاسعة.-1-




هل المشكلة في أحمد المعبي فقط وأن المسألة لاتتعدى حيز الإجتهاد الفردي المحصور بشخص المفتي
أم أن الفقه الشرعي تناول أمثال تلك الفتاوى و أفاض و أكثر منهاو ما قدمة مفتي مدينة جدة ليس إلا عملا متسقا مع الرؤية الإسلامية الشرعيىة للمرأة و الطفل وفقا لنظريات أصولية فقهية ؟
الحقيقة أن المسألة ليست بدعة وليست جديدة بل هي قديمة وموجودة متناقلة في كتب الفقه
العلاج ليس بتجهيل الرجل والاعابة علية بل بمعالجة العلاقة بين الفرد والفتوى والعلاقة بين الفقه الشرعي والمجتمع المدني لقد بات الهوس الشعبي والنخبوي بالفتوى الشرعية ظاهرة شديدة الوضوح يعكسها ذلك الكم الهائل من الاتصالات التي تتلقاها البرامج التفاعلية الدينية في عشرات بل مئات القنوات الفضائية العربية والإسلامية المنتشرة في كافة أرجاء البث الرقمي وتزايد عدد المشايخ والدعاة المتصدين للإجابة على مسائل ، لا تترك صغيرة ولا كبيرة في شؤون الناس الخاصة و العامة إلا وتتناولها تحليلا وتحريما وما بينهما .وبرؤية مدنية لطبيعة المجتمعات الحديثة بمفهومها المجرد تعد تلك الظاهرة تقهقرا حقيقيا عن مستوى التقدم والتطور الطبيعي المفترض ملاحظته لدى دراسة الحراك المجتمعي.وإذا كنا نعد التشدد وحتى التدين ظاهرة اجتماعية ثقافية وثيقة الصلة بالبيئة الإعلامية والتربوية و التوجه العام السلطوي في الدول العربية ، فإن الجذر التاريخي لتلك المسألة راسخ وثابت شديد التمكن من المخيال الجمعي العربي المسلم .وليس مبررا للدفاع عن الفتاوى الشرعية المرسخة لعبودية المرأة ودونيتها وتأكيدها على المكانة الجنسية لها أو تلك الفتاوى المخالفة لحقوق الطفل الإنسانية ،وجود بعض الممارسات التاريخية أو الاستشهاد بحالات تأكد حصولها في العهد الإسلامي الأول . الحقيقة أن تلك النقول والأدلة تؤكد الحاجة الملحة لممارسة النقد والتفكيك لمجمل التراث الفقهي المتوارث وإعادة النظر في دور الفقه بمنطوقه الشرعي في التحكم وقيادة الفرد والمجتمع والدولة
.
في ما يلي أمثلة متعلقة بالموضوع تدل على بعض المصادر التي استند إليها المعبي ولست هنا في وارد التحقيق من صحة الدليل الشرعي بل الهدف هو فتح الباب نحو معالجة أوسع وفهم أعمق لإشكالية الفتوى. :



((قال الشافعي في كتابه (الأم) ج5 ص35 : (وإذا أرضعت أجنبية امرأته الصغيرة لم يفسد نكاح امرأته وحرمت الأجنبية عليه أبدا لأنها من أمهات نسائه وحرم عليه أن يجمع بين أحد من بناتها بنسب أو رضاع وبين امرأته التي أرضعت) ، فالشافعي يتحدث عن رجل متزوج من رضيعة ! لأن الرضاع لا يكون الا قبل بلوغ الرضيعة عمر السنتين ، إما بعد السنتين فلا يسمى رضاع ولا يأخذ أحكام الرضاع ، كما هو معروف بين فقهاء المسلمين. فالشافعي يقول بان الطفلة الرضيعة المتزوجة من رجل إذا أرضعتها امرأة تحرم تلك المرأة على زوج الرضيعة لأنها أصبحت أم زوجته من الرضاع. إذن الشافعي يتحدث عن زواج الرضيعة وليس مجرد مفاخذتها.

• وفي كتاب الأم للشافعي المتوفى سنة 204هـ ، ج7 ص163 : (وزوج غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته صغيرة). فزواج الصغيرة أمر شائع ومعروف في المجتمعات الإنسانية وفي عصر النبوة أيضا,.

• وفي مختصر المزني لإسماعيل المزني المتوفى سنة 264هـ ، وهو يشرح فقه الشافعي ، ص 164 : (( قال الشافعي ) والنساء محرمات الفروج فلا يحللن إلا بما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين " وليا وشهودا وإقرار المنكوحة الثيب وصمت البكر ( قال ) والشهود على العدل حتى يعلم الجرح يوم وقع النكاح ( قال ) ولو كانت صغيرة ثيب أصيبت بنكاح أو غيره فلا تزوج إلا بإذنها ولا يزوج البكر بغير إذنها ولا يزوج الصغيرة إلا أبوها أو جدها بعد موت أبيها). فالمزني يتحدث صراحة عن صغيرة أصبحت ثيباً بسبب وطئها ، بينما السيد الإمام الخميني (قدس سره) قد حرم وطيء الصغيرة قبل بلوغها التسع سنوات.

• وفي فتح العزيز لعبد الكريم الرافعي ج2 ص116 : (موضع الختان قبل المرأة وكما يجب الغسل بالإيلاج فيه يجب الغسل بالإيلاج في غيره كالإتيان في غير المأتي وهو الدبر يجب الغسل به على الفاعل والمفعول وكذا فرج البهيمة خلافا لأبي حنيفة لنا انه جماع في الفرج فأشبه فرج الادمى بل إيجاب الغسل هاهنا أولى لأنه أحق بالتغليظ ولا فرق بين الإيلاج في فرج الميت والإيلاج في فرج الحي وخالف أبو حنيفة في فرج الميت وكذا قال في الصغيرة التي لا تشتهي). فأبو حنيفة يقول ان وطء فرج الميت لا يوجب الغسل ! ووطء فرج الصغيرة التي لا تشتهي لا يوجب الغسل أيضاً ! فلو تحدث السيد الإمام الخميني (قدس سره) بمثل هذا الكلام فماذا كانوا سيقولون له ويشنعون عليه ؟!

• وأيضاً في فتح العزيز لعبد الكريم الرافعي ج2 ص128 : (ولو اغتسلت المرأة من الجماع ثم خرج منها المنى لزممها الغسل بشرطين : أحدهما إن تكون ذات شهوة دون الصغيرة التي لا شهوة لها : والثاني أن تقضى شهوتها بذلك الجماع لا كالنائمة والمكرهة وإنما وجب الغسل عند اجتماع هذين الشرطين لأنه حينئذ يغلب على الظن اختلاط منيها بمنيه فإذا خرج منها ذلك المختلط فقد خرج منها منيها : أما في الصغيرة والمكرهة والنائمة إذا خرج المني بعد الغسل لم يلزم إعادة الغسل لان الخارج منى الرجل وخروج منى الغير من الإنسان لا يقتضى جنابته) ، فهو هنا يتحدث عن مني يخرج من الصغيرة بسبب وطئها ، ولم يتوجه احد باللوم إليه بسبب كلامه هذا واعتبروا الموضوع فقهي ، ولم يشنع احد عليه بسبب ذلك ، فلماذا يشنعون على السيد الإمام الخميني (قدس سره) لأقل مما ذكره ؟!

• والنووي أيضا سار على نفس هذا النهج فنجده يقول في كتابه المجموع ، ج2 ص151 : (قال المتولي كان القاضي حسين يقول مراد الأصحاب إذا كانت الموطوءة صغيرة لا تنزل أو كبيرة لكن أنزل الزوج عقيب الإيلاج بحيث لم تنزل هي في العادة فأما إذا امتد الزمان قبل إنزاله فالغالب أنها تنزل ويختلط المنيان فعليها الغسل ثانيا : وذكر الروياني عن الأصحاب انه لا غسل عليها) ، إذن فالصغيرة التي لا تنزل ليس عليها الغسل بعد الإيلاج بها ؟! فما الفرق بين الإيلاج في الصغيرة التي لا تشتهي ـ بحسب تعبير الفقهاء ـ أي وطئها وبين مفاخذة الرضيعة ! بالتأكيد فإن وطء الصغيرة أشد من مفاخذة الرضيعة !

• وأيضاً قال النووي في المجموع ، ج61 ص168 : (قوله تعالى ( واللائى يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر ، واللائى لم يحضن ) وتقديره وكذلك عدة اللائى لم يحضن ، وإنما يجب على الزوجة الإعداد من الطلاق بعد الوطء فدل على أن الصغيرة التى لم تحض يصح نكاحها ، ولا جهة يصح نكاحها معها إلا أن يزوجها أبوها) ، فالنووي شرَّع نكاح الصغيرة بدون تحديد عمر معين ، بينما السيد الإمام الخميني (قدس سره) ذكر انه لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمالها التسع سنين ، وهو الأمر الأكثر إنصافا وقبولاً.

وقد اشتهر عن الشافعية قولهم بجواز زواج الرجل من ابنته من الزنى ، وهو أمر مستفيض نقله عنهم وموجود بكثرة في كتبهم ، ففي مغني المحتاج لمحمد بن الشربيني ج3 ص175 : (كانت المخلوقة من ماء الزنا قد يتوهم أنها بنت الزاني فتحرم عليه دفع هذا التوهم بقوله : ( قلت : والمخلوقة من ) ماء ( زناه ) سواء أكانت المزني بها مطاوعة أم لا ، سواء تحقق أنها من مائه أم لا ، ( تحل له ) لانها أجنبية عنه ، إذ لا حرمة لماء الزنا بدليل انتفاء سائر أحكام النسب من إرث وغيره عنها). فأيهما من يستحق التشنيع من يتزوج ابنته من الزنى ام من يفاخذ زوجته الرضيعة ! )انتهى النقل -2 –
إن العمل بتلك الفتوى مازال مقبولا ومعقولا للأسف وله صدى واسع في الأوساط الشعبية والنخبوية الإسلامية ،فالسعي من أجل التطبيق العملي لتك الفتاوى جاد وقوي يجد له صدى في مراكز علمية و تربوية عربية وإسلامية ، فردود الأفعال على فتوى زواج الرضية كانت ايجابية في معظمها لدى المتدينين والأصوليين حتى إن بعض المقامات العلمية و الفقهية دافعت عن الفتوى لما تحمله من سند شرعي ودليل فقهي متين –3–
ولا يقتصر العبث الفقهي والفتاوى المناقضة للحقوق الإنسانية للمرأة والطفل على مذهب بعينه أو طائفة دون سواها من الطائفتين الإسلاميتين ،فأمثال تلك الرؤى موجودة ومتوفرة في كتب الفقه والتشريع السنية كما في الشيعية ، ففي الحقيقة هناك ما يمكن عده وحدة أو تقاربا شديدا في التصور حيال المرأة و ما يلزم لها لتحظى بالمكانة الشرعية الإيمانية العليا المرتبطة أصولا بشهوات الرجل الشرعية وتطلعاته الجنسية المحددة فقهيا حتى لو تجاوز ذلك أبسط المعاير الإنسانية والحقوقية المتعارف عليها دوليا طالما أنه يحظى بالتأيد الشرعي و السند الفقهي الديني –4-


هوامش :
1 - جدل تثيره آراء المعبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)--



تزايدت النقاشات داخل منتديات الدردشة الإلكترونية حول رأي مأذون مدينة جدة
السعودية الشرعي أحمد المعبي بشأن "إجازة الزواج برضيعة والدخول بها عندما تبلغ التاسعة من العمر."

وقال المعبي في برنامج تلفزيوني، بثته قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC، مؤخرا ويمكن الاطلاع عليه أيضا على مواقع الدردشة بالفيديو مثل Youtube وغيرها، ردا على أسئلة المتدخلين إنّ "الزواج قسمة وهو يتشكّل من أمرين مختلفين: إجراء العقد والبناء الذي هو موضوع آخر."

وأضاف "إنه من الممكن أن يعقد الرجل على فتاة يبلغ عمرها عاما واحدا على أن يبني بها لاحقا عندما تكون مهيأة لذلك."

واشترط لذلك حضور ولي أمرها، أي والدها، نيابة عنها. أما فيما يتعلق بسنّ الدخول فهو أمر مختلف."

وأوضح أنّ هذا الأمر يتحدد بناء على التقاليد والبيئة "ففي اليمن تتزوج الفتيات في سنّ التاسعة والعاشرة، وفي دول أخرى في سنّ السادسة عشرة. وبعض الدول حددت قوانين لسنّ الزواج تمنعه إذا كانت الفتاة لا تبلغ الثامنة عشرة."

وأكّد المعبي أنّه "لنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم قدوة وأسوة حسنة حيث عقد على عائشة عندما كانت تبلغ السادسة من العمر ثمّ دخل بها عندما كانت في التاسعة."

ومن الأسئلة التي طرحت على المعبي ما إذا كان يجيز زواج صبي في الثانية عشرة، من بنت في الحادية عشرة، فأجاب أنّه في حال "حضور الولي وهو الأب ويوافق على تزويج ابنته وفق الضوابط الشرعية فإنّه "من البديهي أن يكون الزواج شرعيا."

ورأى أنّه ليس لأفضل لوالد من أن يكون مطمئنا لمصير ابنته الصغيرة في حال سفره "حيث يزوجها لرجل يتولى حمايتها وتوفير مستلزماتها إلى أن تكون صالحة للبناء."

وعلى المنتديات الإلكترونية، تراوحت المداخلات بين الموافقة على آراء المعبي ومنتقد لها.

وفي الوقت الذي أكّد فيه بعض المتدخلين على أنّه ينبغي "الاقتداء بالرسول" رأى الكثيرون أنّ الزمن تغيّر وأنّه من غير الممكن عقد مثل هذه الزيجات حاليا.

وقال البعض إنّه حتى في الديانات الأخرى، كان مثل هذا الزواج مجازا لكنّ "بتغيّر الظروف والزمن تغيّرت المعطيات."

ومعروف عن المعبي إجازته لعدة أنواع من الزواج مثل زواج "الوناسة" و "المسيار"، و"زواج الإنجاب" و"المحارم" و"الفريند."
كما اعتبر، مؤخرا، زواج المصياف ضروريا لحصانة الرجل من المحرمات خلال سفره وتنقلاته خارج البلاد. انتهى


:http://muhamadianislam.blogspot.com/.../2-241-12.html -2-
-
عضو مجمع بحوث إسلامية: الزواج بالرضيعة مباح يرفضه الجندى والزفزاف -3-




كتبت - هناء رأفت:

فى واقعة مثيرة وجديدة من نوعها.. انقسمت آراء علماء الأزهر بين مؤيد ومعارض حول الفتوى التى أطلقها الشيخ أحمد المعبى المأذون الشرعى لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية حول إباحة زواج الرضيعة والدخول بها فى سن التاسعة، توجهنا بهذه الفتوى لعلماء الأزهر وأحد المأذونين وتباينت آراؤهم.. فيرى د. مصطفى عكوش - عضو بمجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الفلسفة بأصول الدين جامعة الأزهر.
أن الإسلام أباح الزواج فى الصغر فقد تزوج الرسول «صلى الله عليه وسلم» من السيدة عائشة رضى الله عنها وهى بنت ست سنوات ودخل بها وهى بنت تسع سنوات مما يجيز للصغيرة أن تزف إلى زوجها إذا كانت صالحة للرجال وجاء فى الحديث أنهم سمنوها فلما سمنت زفت إلى الرسول وكل بنت لها ظروفها الفسيولوجية.
والصغيرة التى لم تصل بعد لسن البلوغ يزوجها ولى أمرها وعندما تكبر وتبلغ يحق لها أن تختار إما أن تستمر وإما أن تُطلق.
ويؤكد د. عكوش أن هذا الزواج مباح فى الشرع تحت ظروف معينة كحالة «اليتم» بهدف حمايتها والحفاظ عليها.
أما د. مصطفى الشكعة - عضو مجمع البحوث الإسلامية فيختلف فى الرأى السابق مشيراً إلى أن زواج الفتاة لا يجوز إلا إذا وصلت لمرحلة البلوغ ويجب أن تأخذ الطفلة حقها في الرعاية كاملة وهى صغيرة ولا يجوز زواجها إلا بإذنها وعليها أن تختار من تشاء.
أما الشيخ فوزى فاضل الزفزاف - وكيل الأزهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيرى أن مأذون جدة استدل فى فتواه بزواج الرسول من عائشة وهى صغيرة بنت ست سنين ودخل بها وهى بنت تسع سنين.
وأوضح بأن المتعارف عليه بين الفقهاء أنه لا يجوز تزويج الصغير والصغيرة حتى يبلغا.
كما يؤكد الشحات الجندى - رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنه لا يجوز شرعاً الزواج بالرضيعة لأن الزواج له مقومات شرعية أولها أن ترعى الزوجة الأسرة وتقوم على شئونها بذلك لا توجد للرضعية أهلية الزواج.
نقلا عن موقع الرسمي للحزب الوطني الديمقراطي المصري. انتهى
-
هل يجوز التمتع بالرضيعه تفخيذا ..؟ -4-
الجواب : يجوز لترتب المحرميه على أمها ...
ان هذا الموضوع موضوع فقهي اكثر منه جدل واقعي ... بمعنى انه مذكور في كتب جميع مذاهب المسلمين
اذ انه يفترض امر يجب على الشرع اجابته ... ويقول بجوازه ..واليكم الأمثلة في كتب السنه:

روضة الطالبين ج 5 ص 315 :
ولا يشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزمن الذي يرجى زوال زمانته كما « يجوز نكاح الرضيعة » ..

وهذا رأي الحنابلة !!!
المغني لابن قدامة ج 8 ص 120 :
فأما الصغيرة التي لا يوطأ مثلها فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها وهو ظاهر كلام أحمد وفي أكثر الروايات عنه قال « تستبرأ وإن كانت في المهد » وروي عنه أنه قال إن كانت صغيرة بأي شيء تستبرأ « إذا كانت رضيعة » !! وقال في رواية أخرى تستبرأ بحيضة إذا كانت ممن تحيض وإلا بثلاثة أشهر إن كانت ممن توطأ وتحبل « فظاهر هذا أنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها » .
وهذا اختيار أبي موسى وقول مالك وهو الصحيح لأن سبب الإباحة متحقق وليس على تحريمها دليل فإنه لا نص فيه ولا معنى نص لأن تحريم مباشرة الكبيرة إنما كان لكونه داعيا إلى الوطء المحرم أو خشية أن تكون أم ولد لغيره ولا يتوهم هذا في هذه فوجب العمل بمقتضى الإباحة ..

البحر الرائق لزين الدين بن إبراهيم ج 8 ص 228 :
على رواية كتاب الاستحسان بينهما إذا أخبر عن ردتهما قبل النكاح فقال إذا قال للزوج تزوجتها وهي مرتدة لا يسعه أن يأخذ بقوله وإن كان عدلا وإذا أخبر عن ردتها بعد النكاح وسعه أن يصدقه فيما قال ويتزوج بأختها وأربع سواها ؛ وكذلك لو أن رجلاً تزوج جارية رضيعة ثم غاب عنها فأتاه رجل وأخبره أنها أمه أو بنته أو أخته أو رضيعة امرأته الصغيرة فإن كان المخبر عدلاً وسعه أن يصدقه ويتزوج بأختها وأربع سواها وإن كان فاسقاً يتحرى في ذلك !

لو تزوج رضيعة وكبيرة !!
شرح فتح القدير للسيواسي ج 3 ص 457 :
وإذا تزوج الرحل صغيرة رضيعة وكبيرة فأرضعت الكبيرة الصغيرة حرمتا على الزوج لأنه صار جامعاً بين الأم والبنت من الرضاعة وذلك حرام كالجمع بينهما نسباً ثم حرمة الكبيرة حرمة مؤبدة لأنها أم امرأته والعقد على البنت يحرم الأم وأما الصغيرة فإن كان اللبن الذي أرضعتها به الكبيرة نزل لها من ولد ولدته للرجل كانت حرمتها أيضا مؤبدة كالكبيرة لأنه صار أبا لها وإن كان نزل لها من رجل قبله ثم تزوجت هذا الرجل وهي ذات لبن من الأول جاز له أن يتزوجها ثانيا لانتفاء أبوته لها إلا إن كان دخل بالكبيرة فيتأبد أيضا لأن الدخول بالأم يحرم البنت ..

لو تزوج رضيعتين أو أكثر !!
التاج والإكليل لأبي القاسم العبدري ، ج 4 ص 180 :
من تزوج صغيرتين فأكثر فأرضعتهن امرأة اختار واحدة وله أن يختار الأخيرة فإن كانت المرضع زوجته ولم يبن بها حرمت مع ذلك وإن كان بنى حرم الجميع وتؤدب المتعمدة للإفساد ولا غرم عليها:ا لمصدر:
http://vb.roro44.com/58496.html

الأحد، يوليو 13، 2008

في الانتظار !


أحسان طالب
15/6/2008

أنائم أنت .. تنام وحدك
هكذا بكل بساطة
تغمض عينيك و تغفل
ألم تعدني بالانتظار ؟
تنام باكرا بعد منتصف الليل
وقبل الفجر
قبل أن أعود
قلت لك ابق على الانتظار
كن مستعدا دائما
سآتي يوما ما
ساعة ما
****
أنا في الانتظار دائما
في حالة تذكر لا تنتهي
تعال وقت تشاء
ستجدني في كل مكان
في الطريق وفي الفراش
في السيارة وعلى مائدة الطعام
*****
كانت دقات قلبي تعد الثواني
في الانتظار
أسمع النبضات كوقع الجنود
تدق في رأسي
تتسارع تتصاعد حتى نقطة الانفجار
وعند رؤيتك ينتهي كل شيء
يعود السلام
يرتاح القلب وتطمئن الروح
***
رحلت بعيدا في ثقب أسود
تغادرني روحي بحثا عنك
تصطاد صوتك
صورتك
كلماتك ضحكاتك
أسترق السمع إلى داخلي
أتلصص على مشهد أدخل البهجة إلى قلبك
أهرب من النظرات
أبتعد عن العيون
تخونني الدمعات
تخونني السيطرة
***
لا تزعج الآخرين بمأساتك
هكذا تحدثني نفسي
وكأنها لا تعلم
تطلب من التجلد و التحكم
وكأنها تجهل
الروح الهائمة
و النفس الضليلة
تنعش التفاصيل
تفترش لحظات الهروب
تملؤها بذكراك

أنا و الموت يجذبني


إحسان طالب
7/6/2008

يستهلكني الحزن
تتآكل مشاعري بفعل الوحدة
أنا و الموت يجذبني
أدمنت معاقرة الأسى
الفرح الجميل يأنفني دونه قطف النجوم وسد الثقوب
أهرول معزولا إلى أحضان ذاتي
أنثر رماد سعاتي
فوق ذرى الزمن الجامد
أنهكت الخيبات لحظات أنس
بحثت عنها طويلا
قوة الألم أمتصت نقي عظامي
غرست الجرح في قلبي
نست أن تخرج النصل المسنن من أحشائي
أدمت الشقاء
فلا انتظار الفرج بريق
ولا اليد المرفوعة نور
ظلمة تعشش في قعر روحي
تنبذ كل ما عرفت من شهوة
تقدم كأس العنت وقت العطش
صدأ مفتت كرمل الصحراء
بعد الغزو
صفوان على حجر فؤادي
غبار في عيون الأطفال أحلامي
****
استوطنت الكأبة مستودع الرغبات
وهربت اللذة إلى غير رجعة
حرب مسعورة تمارسها الأيام
تغتال أجنة المتعة تقرض أطراف الأصابع
بعد حين تتضخم الأرضة
وتتعفن الروح داخلها
تنتظر يوم البعث الموعود
تستذكر عمرا مديدا
لا يستحق الحساب
استمرأ اللهب
نسي الثواب و الجزاء
أيتها الروح المعذبة أنى لك ؟
الوقوف في ميزان الثواب و العقاب
أيها الرجل المكلوم
هل حقا ستتقاذفك المرزبات ؟
أيها الحظ العاثر
هل حقا يحصي عليك القدر الأنفاس و الكلمات ؟
يحدد المسالك و ينهي الطرقات
يقف في أخر نفق العتمة
يسألك عن زمن وجسد ومال و عمل
أنى يصح السؤال وقد حمل الشقاء
النعش من التراب إلى التراب

مآخذ منهجية على الليبرالية العربية


إحسان طالب

28/5/2008

تلتقي كثير من التيارات في عالم الفكر والثقافة و السياسة الإصلاحية الصاعدة في تطلعاتها قبالة العدالة و المشاركة و المساواة وتتشاطر مقارباتها لحالة الشعوب و المجتمعات العربية الراهنة ضرورة الخروج من بؤس الواقع ووقف حال التدهور و الجمود المهيمن ،إلا أن الجو السياسي المضطرب وتأزم الموقف والقرار ينقلب إرباكا شديدا ولدته النتائج المخيبة للآمال لمشاريع نشر الديمقراطية وتبني منظومة أفكار حقوق الإنسان، وإذا كان اللوم لا يلقى على عاتق الفكرة و المبدأ فان سهام النقد والتجريح توجه حيال المنهج الليبرالي ومفرزاته وتحمله مسؤولية الوضع المتردي ومآلا ته المستقبلية، وبصرف النظر عن دقة ذلك التقويم أو مبالغته فالوقوف عند النقاط الرئيسة المعالجة لذلك المنهج مسألة موضوعية تلزمها قواعد البحث والتقصي .
كان رواد النهضة العرب وهم أبرز الوجوه الليبرالية واثقون من مثالية النموذج الغربي الأوربي واستشرفوا فيه العلاجات الناجعة لأمراض الشرق وكان اعتقادهم بضرورة تطبيقه حتمية: يقول طه حسين : نريد أن نتصل بأوربا اتصالا يزداد قوة من يوم إلى يوم حتى نصبح جزءا منها لفظا و معنى وحقيقة وشكلا،وعلينا أن نشعر الغربي بأننا نرى الأشياء كما يردها ، ونقوم بالأشياء كما يقومها ،ونحكم على الأشياء كما يحكم عليها ) (1) . تلك الرغبة في استنساخ التجربة الأوربية لم تكن في الواقع عملية ولا علمية لاختلاف الخلفية التاريخية للمنطقة العربية اجتماعيا و فكريا و سياسيا كونها منيتة عن البيئة التي طرحت فيها ولعل ذلك أحد الأسباب التي ألت بالتجربة الليبرالية للبقاء ردحا من الزمن حبيسة فكر النخب ولم تتمكن من خلق جذور جماهيرية لغربة الخطاب و انعدام تماسك الهوية الليبرالية . يقول كمال عبد اللطيف في كتابه (سلامة موسى و إشكالية النهضة : إن مسيرة الثورة الكمالية كانت تتجه نحو غرب رأسمالي أي نحو تمثل مكتسبات البرنامج الليبرالي بشكل كاريكاتوري ، نقل الفكر و الممارسة الجاهزة و محاولة تطبيقها في مجتمع تحكمه شروط مخالفة لشروط تحققها التاريخي )صفحة 185
لقد كانت التوجهات الليبرالية العربية في سياقها خارج التاريخ الذي نشأة فيه وفي بعض جوانبها اندهاش بلغ حد الصدمة بالغرب المتطور علميا و المتقدم سياسيا و اجتماعيا تسبب بردة فعل أحدثتها المطروحات الغربية قبالة سيادة الفكر الغيبي واستبدادية الحكم الفردي ، لقد كان تشخيص الداء واضح الملامح محدد الأطر لكن العلاجات كانت مقلدة و منسوخة عن وصفة طبيب بعيد لمريض أخر لم يعاينه ولم يختبر أوجاعه فآلت التجربة إلى نتائج سطحية استعجلت الشفاء فكانت انتكاسة المريض أشد وطأة و تأخرت طويلا لتتطور وتحدد ملامحها وإلى حد ما هويتها. ردة الفعل تلك تجلت في محاولة دائمة لاستجلاب الصورة الغربية وتعليقها مكان النموذج السلفي السائد :(إن ازدواجية المثقف السلفي وتوتره بين الشرق و الغرب ، ثم تمسكه بالشرق وبالتراث تقابل عند المثقف الليبرالي بالسعي الدائم للبحث في التاريخ الثقافي للغرب ، ومحاولة استنساخ جوانب من بالصورة التي تجعل الشرق غربا تابعا مهيمن ، أي لغرب لا مفر من سطوته و جبروته ، الانتقائية هنا بديل لا تاريخي لازدواجية وتخلف الرؤية السلفية ( المصدر السابق 232
وفقا لذلك التحليل يمكننا القول بأن الليبرالية العربية لم تبحث عن خطاب تأسيسي ( وهذا ما نسعى في الواقع لنقوم به هنا ) يصلح منصة انطلاق لصيانة وبلورة قراءة قادرة على تحديد قاعدة ينيوية يتشكل حولها و عليها كيان فلسفي فكري يجادل السلفية والشمولية من شط عقلاني محايد مؤهل بالمنطق التاريخي يطرح حلولا قريبة في سياقها من الشرط المكاني و الزماني للبيئة التي يرجى علاجها من سطوة الغيب ومبررات الاستبداد
ينحاز المنهج الليبرالي إلى قناعة إستراتيجية ترى العالم فضاء مفتوحا أمام المنطلقات الإنسانية ، يتجاوز الحدود ولا يعبأ بالموروثات الوطنية والقومية الممانعة و المعارضة، ويتبنى فكرة إعادة صياغة قيم ومفاهيم السيادة وحدود التدخل الدولي في المسألة الوطنية ، ولا يرى تدويل الصراعات الداخلية خطرا أو سببا لضياع الهوية .هذه الرؤيا تأسست وفق معلمين رئيسيين الأول هو الميل بالعموم صوب النموذج الغربي واتخاذه أمثولة وقبلة تميل القلوب و العقول إليها تستجدي الحلول وتقتفي أثر المدارس الحديثة في الاقتصاد و الاجتماع و السياسة .ومبرر ذلك الفشل المزمن لمشاريع تاريخية و أخرى تقليدية تواءمت مع أنظمة شمولية ورثت الهزيمة وجذرت التخلف،كانت على الدوام متصدية لأفكار الحرية والديمقراطية لا تعبأ بحقوق الإنسان أذاقت الشعوب ويلات القهر بذريعة التصدي لسياسات الهيمنة و التسلط العالمي . المعلم الثاني هو إعادة صياغة الأولويات وبروز المفهوم الإنسان المجرد كقيمة عليا تطغى على ما دونها من القيم حيث غدا تحرير العقل مقدما على تحرير الأرض ، وصارت القيم الإنسانية مقدمة على القيم الوطنية وباتت حقوق الأقليات العرقية و الدينية في طليعة هموم الكتاب وهيئات الحقوق المدنية، في خضم هذا المنهج العمومي مالت بعض القوى العربية إلى تبني العولمة وارتبطت بها ورأت في أجواء التدخل الدولي حلا قريبا لأزمات الشعوب ومشاكل الدول .راجع الملحق رقم واحد :مشروع لبرنامج ليبرالي سوري.
كذلك يميل المنهج الليبرالي صوب أيديولوجية رأسمالية بعيدة في منطلقاتها النظرية عن أولوية العدالة الاجتماعية قريبة من قبول تحقيق الربح على حساب الطبقات الأكثر عوزا و حرمانا،وإذا كان التطور المدني و السياسي في الغرب سمح بمستويات معقولة تحقيق التوازن الاجتماعي وفق منظومة حقوقية و دستورية ،فإن الانعكاسات الخارجية للبرالية الجديدة على شعوب العالم الثالث باتت تشكل خناقا شديدا على مقدرات وثروات البلدان النامية وتحرمها من السيطرة وإدارة إمكاناتها الطبيعية يما يمنع من تحقق متطلبات وحاجات الأفراد و المجتمعات وطموحاتها الوطنية و القومية.
تلك المسؤولية الملقاة على عاتق السياسات الغربية و الأمريكية حملتها رياح الضيق من مأساة عالمية تحل الفوضى و الاضطراب في أماكن مختارة على الخريطة الدولية نالت منطقتنا العربية قسطا وافرمنها وألقتها فوق الفكرة الليبرالية العربية و متبنيها بالتبعية و التسلسل
هذه الرؤيا السطحية أججت الهجوم على المنظومة الفكرية الليبرالية وأشعلت هاجس ارتباطها بالأمركة وما نجم عن عسكرة العولمة من تشظي الصراعات الوطنية نحو صراعات طائفية وعرقية وتفاقم النزاعات الإقليمية على الحدود و الموارد وتحولها لنزاعات مسلحة . وربطت أشكال مناهضة العولمة بالعداء لتك المنظومة وحملتها أوزار ومفاسد النظام العالمي الجديد :( حددت حركات مناهضة العولمة موقفها المبدئي بمعارضة الليبرالية الجديدة السائدة على نطاق العالم باعتبارها لا يمكن أن تنتج سوى ما تراه حاليا وهو استقطاب الثروة و التدهور في أحوال شعوب بكاملها وتنامي الزعامة العسكرية و الاحتلال ..) 6
تزامنت الدعوة إلى ممارسة الديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان وحماية وجود وحقوق الأقليات العرقية و الدينية في نهايات القرن الماضي مع سيادة الليبرالية الجديدة، وباتت سيادة الديمقراطية متداخلة بصورة مباشرة مع حرية السوق وسياسة الانفتاح الاقتصادي مما تسبب في إلحاق الضرر بالمبدأ و الفكرة الليبرالية القائمة أساسا على فلسفة الحرية وقيمة الفرد العليا .وتكمن المشكلة الرئيسة هنا بذلك الربط الذي يفاقم الخشية من سيطرة أو انتشار تلك الفلسفة المتزامن مع اتساع الهوة بين الفقراء و الأغنياء بين الشمال و الجنوب وبين الشرق و الغرب بما تحمله الجهات الأربع من تنوع وتعدد ثقافي وسياسي و اجتماعي . وتباين مجحف لطبيعة الحياة المعيشية لأناس ينفقون المليارات من الدولارات على الكماليات بينما لا تجد الملاين على الطرف الآخر ما تسد به رمقها، تلك الخشية بجانبها الاقتصادي الخارجي محقة في حين أنها مجحفة إذا ما طبقت مقاييسها على الداخل فالليبرالية المتوحشة كما يعرفها عبد الرزاق عيد ( هي تلك النخب من أساطين المال الذين يفترسون الحدود الدولية و القيود والوطنية على حركة رأس المال حيث تنتشر على ساحات القارات دون رقابة ضريبة أو جمركية أو حدود سياسية). وهي (الحرب ضد أي عائق يقف ضد الربح ، هي القوة العسكرية والاقتصادية التي تفتت أي مفهوم أو قيمة تقف في طريق مشاريعها في الهيمنة و السيطرة )هي السياسات الدولية التي لا تمانع بإسالة الدماء البشرية مقابل إسالة النفط والسيطرة على إمدادات الطاقة ذلك هو الجانب الموحش حقا الذي يستغل عن سوء قصد لضرب التوجهات الليبرالية الإنسانية العربية البريئة من سياسات لا تقيم اعتبار للبشر خارج منظومة الغرب الجغرافية و الثقافية والبعيدة كل البعد عن تصورات فلسفة الحرية المنبعثة أصلا من الإنسان المتقمص لصورة المطلق . لقد تطورت الفلسفة الاقتصادية الليبرالية التي بدأت متوحشة وسارت نحو آفاق إنسانية و اجتماعية و ما نشهده في العشر الأول من القرن الواحد و العشرين هو ارتداد لفعل وتشويه لفكر استمر في المعالجة و الصيانة ليبلغ منطقة يكون التقدم والتطور في خدمة البشرية كلها وسببا لوقف معاناتها وليس العكس .
على الصعيد السياسي الذي تشكل الانتخابات العامة انعكاسا لتاريخه يأخذ على الليبراليين العرب عجزهم الحالي عن تشكيل تنظيم سياسي جماهيري ذو امتدادات عربية أو إقليمية خلافا للأحزاب الدينية و القومية التي استطاعت رغم كل الصعوبات تحقيق حشد جماهيري عريض مؤيد لها و مناصر لمنطلقاتها ، فأحزاب الإسلام السياسي ما زالت تحظي بجماهيرية عالية و في كل الفترات بما في ذلك فترة صدامها مع السلطة و إلى الآن، كذلك مازال حزب البعث العراقي يحظى بتأيد معقول بعد احتلال العراق و توابعه ذلك الواقع كان في الماضي و لم يتغير كثيرا في الحاضر و إن باتت الغلبة للتيار الديني غير مسبوقة . وإذا كانت بعض لأحزاب المعروفة سابقا كأحزاب يسارية تحولت بطريقة أو بأخرى صوب الفكرة الليبرالية فان ذلك لا يعني قيام أحزاب ليبرالية بما تحمله الكلمة من معنى ومازالت قاصرة عن تلبية مقومات المنظومة الفكرية والسياسية لليبرالية بمفهومها الفلسفي .وربما يمكن عد حزب الوفد المصري أول حزب ليبرالي عربي إلا إننا لا نستطيع إيجاد امتداداته العربية أو الإقليمية خارج مصر ، و حتى في مصر لم يستطع الاستمرار بصورة فاعلة في الحراك السياسي داخل الشارع المصري بعد ثورة يوليو مع أن السبب يعود لسياسة الحزب الواحد المطبقة آن ذاك لكن على الصعيد الجماهيري لكنه لم يتمكن من استقطاب الجماهير عندما أتيحت له الفرصة أيام حكم الرئيس السادات وازداد الوضع سوءا في الوقت الحاضر .في عام 1984 حصل حزب الوفد على 58 مقعدا في البرلمان وفي عام 1987 حصل الحزب على 25 مقعدا وفي عام 1995 حصل على ستة مقاعد وفي سنة 2000أبقى على نفس العدد و في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لمجلس الشعب المصري و التي جرت في 20|10 عام 2005 نالت قوى المعارضة المتمثلة في الجبهة الوطنية للتغير و التي تضم حزب الوفد و حزب التجمع اليساري و آخرون ستة مقاعد فقط ، وهذا يشكل في الواقع فشلا شعبيا مريعا للأحزاب السياسية العلمانية عموما جديرا بالدراسة و التحليل . ولعله يعكس الهوة العميقة الموجودة بين ما تذهب إليه النخب الثقافية _ خارج التيار الديني _ و بين الرأي العام العربي.
الليبرالية المفرطة :
التعبير المباشر الواضح عن العولمة الليبرالية المفرطة هو التحكم المطلق لرأس المال على ما سواه في العالم ، و اتخاذ ما يلزم للوصول إلى الهيمنة و السيطرة .
لقد شكل المنهج الليبرالي الاقتصادي على الدوام عائق أمام قبول الحريات والقيم الليبرالية عموما وطغى في كثير من الأحيان على الرؤية الفلسفية للإنسان التي تلتقي حولها النظريات الفكرية الوضعية، لما يعتري ذلك الجانب من مخاطر وإشكالات بالغة التأثير في حياة الفرد وعلاقات الإنتاج وتوزيع الثروة بين أبناء الوطن الواحد ، تلك المخاطر أخذت منحا تصاعديا متطورا تنامى ليصبح هما كونيا تلتئم حوله مجموعات و منظمات في الدول النامية و المتقدمة على حد سواء . جزء مهم من ذلك عائد للخلفية اليسارية الفكرية والسياسية التي توارثت العداء للغرب دغمائيا وعارضت منتجاته الإنسانية وشككت في أطروحاته المنادية بالحرية و الديمقراطية استنادا للنتائج المخيبة و الخطيرة لتك الدعوات و انعكاساتها السلبية. .على الضفة الأخرى أفرزت التطورات الجيوسياسية العالمية و التغيرات الإستراتيجية الإقليمية المرافقة لرزمة الهزائم و الإخفاقات المحلية منذ ثمانينيات القرن الماضي، نخبا ثقافية فكرية دأبت على المراجعة و النقد الذاتي بموضوعية حينا ً و ردود أفعال أحيانا أخرى نقلت البعض إلى الجانب الآخر تماما نحو الليبرالية المفرطة - بذات الطريقة التي تبنت فيه أفكارها القديمة - فلم تعد ترى مشكلة في التوسع الرأسمالي وعولمة الموارد الكونية، غير معترضة على حرية حركت الكتل النقدية و الاحتكارات الدولية متناغمة مع التحرر الكامل للتجارة العالمية متغافلة عن احتكار التكنولوجيا و تصدير الصناعات الخطرة إلى دول العالم الثالث عازية التخلف والفقر لبيئة داخلية بحتة .تلك التصورات المفرطة الجانحة نحو المحافظين الجدد أغفلت الأخطار الكونية الناجمة عن سياسات صناعية ألحقت بالبشرية كوارث كونية تثيرها بإلحاح أزمة الغذاء العالمي الخانقة و ارتفاع أسعار المواد المعيشية الرئيسة.
إن أيديولوجيا ألاستهلاك الرأسمالية باعتبارها منظومة أفكار مترابطة تتحكم وتسير سلوكيات الدول و المجتمعات الغربية، انقلبت ندرة خطرة و صراعات مدمرة و استنزافا مجحفا للموارد الطبيعية ، تجاوزت حدود أثاره السلبية حاضر البشرية ليصبح خطرا على مستقبل الإنسان و الأرض . وتحمل الدراسات العلمية الحديثة السياسات الصناعية للدول المتقدمة مسؤولية التداعيات الخطرة للتغيرات المناخية و الاحتباس الحراري التي باتت تنذر بكوارث إقليمية بدأت نتائجها الوخيمة بالظهر تباعا من ارتفاع لدرجة حرارة الأرض وذوبان لثلوج القطبين المهدد بارتفاع مستوى البحار ما يعني غرق مدن مأهولة للأسف الشديد تتمركز مخاطرها الأولية في مدن الساحل الأسيوي و دلتا النيل المصري ولم يعد مقبولا علميا تبرئة الدول المتقدمة مت مسؤوليتها المباشرة عن تصاعد تكرار الكوارث الطبيعية : راجع الملحق رقم 2.
للبرالية المفرطة جانب آخر مهم ينفرد بتحليل مسرف لأزمة النهضة العربية حيث يبتعد في مقاربته عن العنصر الخارجي ويتجاهل مصائر زرع و إنبات دولة إسرائيل في قلب البلدان العربية وينقلب بمفرداته النظرية نحو الداخل كرد فعل تلقائي على التحليل الا موضوعي الذل يلقي بالمسؤولية الكاملة على المآلات العربية المعاصرة على الغرب و الاستعمار و بنفس السوية على إسرائيل.
هذا الخلل المنهجي في التحليل عائد لطريقة تفكير المدارس الشمولية القديمة، القومية المتعنتة و الماركسية الجامدة و الإسلامية التقليدية التي خرج من عباءتها كتاب و باحثون و سياسيون أرادوا قلب الطاولة القديمة بكل ما عليها كونها لم تفرز سوى التخلف والتعصب و الجمود المقرون بسلاسل لا تنتهي من التراجعات والهزائم. وبدت المسألة و كأنها تبادل للتهم و الأدوار فإذا كانت النخب السلطوية تحمل الخارج إسرائيل كل المسؤولية فان نخب اليمين العربي تحمل الذات و الداخل كل المسؤولية، هذه الحالة في دلالتها المباشرة تنقلب نحو التركيز على قضية النقد و المراجعة الحقيقية والاعتراف بقصور الامكانات و الأدوات و الوسائل المستخدمة في النقد و التحليل .
ذلك المنهج المفرط سارع لتأييد غزو العراق و تبنى عناوين المشروع الأمريكي للمنطقة ونعى ثقافة المقاومة كحالة من حالات النهضة و مقارعة الظلم و الاحتلال و الاستبداد جملة و تفصيلا ونأى عن المشاق واستمرئ جني الثمار دون عناء ، هنا أيضا جاء ذلك الموقف كرد فعل لا عقلاني على الترويج لثقافة الموت وقتل الذات والتضحية بالمختلف واحتقار قيمة الإنسان قبالة العقائد و الأيديولوجيات ! وجاء كرد فعل على الدعوات و الشعارات المعارضة للحداثة و العقلنة المنتجة لفكر أصولي متصلب لا يرى الفلاح و النجاح إلا في ركوب الجمل و تقصير الثوب و إطالة اللحية أو يؤخر مشاريع التنمية و التطور إلى ما بعد تحقيق دولة الوحدة العربية النقية الطاهرة لا يوجد فيها جزء محتل أو مغتصب لو تسبب ذلك في تكريس الاستبداد و الظلم وإهدار كرامة الإنسان فلا صوت يعلو على صوت التحرير و الجهاد.
هذا المنهج المفرط يقال فيه النقد التالي ((لا يتورع الليبرالي العربي عن اللجوء المسرف لآلية النقد الذاتي في معالجته لكافة القضايا المعاصرة ، إذ لا يرى في الاستعمار الأجنبي إلا قابلية داخلية ولا يجد في احتلال العراق إلا خروج البعض قوميا عن المنظومة الدولية ، بل لا يعد المقاومة في العراق وفلسطين أكثر من لعبة خطرة لا يدرك " المتشددون " أبعادها أما العولمة بوجهها الأمريكي السافر فتحول لدى بعضهم نتيجة طبيعية للتطور الديالكتيكي للمجتمع الإنساني _ بالمفهوم الهيوماني الشامل _ والذي مازال يعمل على كتابة صفحات تاريخه الأولى ))أحمد دعدوش الليبراليون العرب : هل هم حقا ليبراليون :مجلة البيان
تلك الليبرالية المفرطة لا تشكل في الواقع كتلة أو تجمعا ملموسا يصح أن نطلق علية تلك التسمية صحيح أن هناك تناغما ملموسا بين ما يطرحه ليبراليون كانوا بالأمس ماركسيون أو قوميون أو إسلاميون لكن في الحقيقة يندر أن تجتمع صفات المنهج المفرط في تجمع أو تيار ليبرالي بعينه أو في باحث وكاتب بذاته وكما هي الحال في المنظومات الفكرية و الفلسفية ذوات التوجهات المشتركة تحت عنوان أو مسمى معروف يصح القول بوجود مناطق ليبرالية متفاوتة يقف عندها أو يبتعد عنها تيار أو مفكر ، وعلى هذا الأساس لا يصح إطلاق التقويمات الكلية قبالة مجموعة أو أفراد ونقلهم إلى خانة العمالة و الخيانة للاختلاف معهم في التفكيك و التحليل فذلك هو النقد الدوغمائي و الحكم المسبق دون محاكمة أو معالجة قد يصح وصف الإسراف و الإفراط في موقف معين أو رأي محدد توجه له سهام الاتهام الفكري أو السياسي ولكن بعيدا عن منصة الفضيلة و الأخلاق أي لا يتحول الاتهام الفكري أو السياسي لاتهام أخلاقي ومن باب أولى أن لا يتحول الاختلاف في التقويم التحليل إلى اتهام حقوقي ينتج عن زج المعترض أو المختلف خلف القضبان وفقا للائحة اتهام مسبق باتت صيغة معروفة و ثابتة ترفع الراية الحمراء في وجهة المعارض تحمله وزره و وزر أقوام سبقوا و أقوام لحقوا .
1 -- طه حسين مستقبل الثقافة في مصر، القاهرة مطبعة المعارف 1944 ص 34، 44. الإختلاف الفلسفي عبد الله ابراهيم